الشموع عند البغداديين
يكثر استعمالها في الافراح والمسرات
من طقوس وتقاليد أهل بغداد الأثيرة إبقاء الشموع في المناسبات تعبيراً عن الأفراح ، أو أيفاء لنذر ، حيث تقوم النسوة بـ تسييس الشموع في النهر على لوح جريد النخل ، وإيقاد الشموع عند عودة الحجيج من الديار المقدسة ... الخ . وتوقد الشموع في اليوم الثاني عشر من ربيع الثاني مولد النبي محمد الصادق الأمين( ص ) وعند تخرّج التلميذ من الكتاب " الملاّ " بعد ختمة القرآن الكريم أما في شهر رمضان المبارك توقد الشموع في المساجد والجوامع والبيوت ترحيباً بإطلالة هذا الشهر المبارك الفضيل
وتوقد الشموع أيضا في عيد زكريا حيث تحيط الأسرة البغدادية بـ الشموع الموقدة إحاطة السوار بالمعصم ، وكذلك توقد الشموع بمناسبة ختان " طهور الأطفال " وفي بغداد عرفت في الماضي القريب والبعيد وظيفة " التندلجي " وهو يدور في الأسواق والأزقة حاملاً درجاً " سلماً " وهو يؤدي مهمته بإيقاد القناديل والسرج والشموع "
والبغاددة يقتدون أبداً بروحانية " رازونة الشمعة " لأنها تمثل الإضاءة أبداً ودخلت الشمعة في ميدان الطب الشعبي ، حيث راحوا يعالجون بـاذابتها شروخ ، فطور " تشقق " أرجل الكعبين .. الخ واعتادت الفتيات أن يمزجن بين اللبان " العلج " وقليلاً من الشمع ليكون طعمه مستساغاً وطيباً ..
ودخلت الشمعة في الأحلام ، فمن شاهد شمعة تنطفئ ، يعني هذا رحيل أحد أفراد الأسرة ، ومن رأى شمعتين موقدتين ، سيرى الخير وسعة الرزق ، ومن جاء بـ شمعة من مكان بعيد وأوقدها ، يعني هذا عودة غائب وتوقد الشموع عند البغداديين في الأفراح والأعياد كما أسلفت وعند قدوم مولود أو عودة حاج من مكة المكرمة .. توقف شمعة كبيرة كعلامة للعودة ، ومن التقاليد البغدادية الأثيرة أن الشمعة ان تبقى موقدة ، ولا تنطفئ حتى تنتهي
وتبقى الشموع متقدة مشتعلة في عيد زكريا حيث تعد النسوة البغداديات لهذه المناسبة كان موقعه قريبا من ثانوية الكرخ .. ومن نذور النسوة البغداديات الشموع تودع في المراقد والأضرحة المقدسة ، ونثر الواهلية .. الخ والعود أحمد ووردت الشمعة في الغناء البغدادي
آني الذي " شمعة " صرت من ساعتي
ومن يومي أحرك بنفسي كل وكت
للغير أضوي دومي
و. و و : لا خبر لا جفية لا حامض لا شربت
كالوا صوانيكم " شموع " انترست
و . و لو اعلك العشرة " شمع "
وياك ضايع زيني
وللبغداديين أمثال مأثورة في الشمعة نورد بعضها على سبيل المثال لا الحصر.
• شمعة تصطج
• لوتشعل له العشرة شموع
• شمعة تضوي
• شمعة من شمعة تشتعل
ومن كناياتهم الشائعة
• شمع الخيط
• مثل شمعة الفكر
• أعمى بيد شمعه
• أنطفت شمعته
وهكذا كان ولا يزال للشموع حضور وحضور عند البغداديين تعبيراً عن الأفراح والمسرات.. ويقول الصديق الأستاذ الكاتب الفولكلوري المرحوم عزيز جاسم الحجية
(( في مناسبات كثيرة كانت تستعمل الشموع في بغداد وفي غيرها من المدن العراقية ، وهي على ثلاثة أنواع:
شموع الكافور
تصنع من الشمع الأبيض وبعض المواد الكيمياوية صناعة آلية وفي داخل كل شمعة فتيلة رفيعة من القطن رأسها ظاهر لأجل إيقادها يتراوح طولها حوالي خمسة عشر سنتمتراً وقطرها حوالي سنتمتران ، تستورد على شكل دستات تحتوي كل دستة كاملة أو شمعات مفردة ، سعر الشمعة الواحدة عشرة فلوس .
• إيقاد عدد من شموع الكافور توضع أمام العروس عند إجراء مراسيم عقد القران الرسمية عندما يأخذ الشيخ أو السيد من لسانها أي اعترافها بالموافقة على الزواج السعيد.
• تملأ صينية زكريا بأنواع الشموع الصغيرة الملونة والكافور وفي وسطها شمعة النذور وتكون عادة من نوع شمع العسل
• توقد عدة شموع من الكافور في صينية " حنة العروس " وفي صينية حنة المختون " المهر "
• عند بعض العوائل البغدادية تحمل العروس في ليلة الدخلة وهي في غرفتها بانتظار العريس شمعتي الكافور في كل يد شمعة .
• توقد شمعة كافور قبيل موعد الإفطار في صوم البنات الذي يجري في أخر يوم أربعاء من شهر رجب .
• توقد شمعة كافور عند اغتسال المولود الجديد لأول مرة كما توقد شمعة كافور في الدار التي يسكنونها لأول مرة ليلة انتقالهم إليها .
• تستعمل الشموع الملوّنة أو شموع الكافور عند تسييس عربة في النهر لنذر خضر الياس .
• تحتوي صينية دورة السنة على شموع بعدد أفراد العائلة ، توقد قبل حلول موعد بداية السنة بدقائق ، وتطفأ تلك الشموع بعد دوران السنة ثم توخذ تلك الشموع الى أحد الجوامع لتوقد هناك حتى فنائها .
المصدر: المنتدى المغربي للمحمول - 4gsmmaroc - من قسم: قسم الثقافة العامة